الشيخ يموت في قسم العظام بوحدة الأغالبة بالقيروان؟

كوارث صحّية

ناجح الزغدودي

الشيخ ذي اللحية البيضاء، خشيت عليه ان يفارق الحياة وبين يديه المرتعشتين، سيجارة بيضاء تمسّك بها بين شفتيه وهو ينفث دخانها وسط غرفة قسم العظام بمستشفى الأغالبة بالقيروان. لم يكن يكترث بوجود الزوار من حوله ولا بوجود اسرة أربعة مرضى ينتظرون العلاج وطبيبا لم يأت وممرضين يمارسون الغميضة ولعبة التخفي وآخرون منشغلون في أشياء أخرى.

لم تكن الجولة طويلة وسط الممر الضيق الذي كانت فيه فتاة ممددة على سرير متحرك وسط الرواق تنظر من يحملها الى غرفتها لتتلقى ما تحتاج اليه من علاج.

كما لم تكن الجولة نظيفة عندما أطلت النفيات من كل الأماكن لتعلن عن وجودها بين المرضى وتشكو غياب من يرفعها وغياب من يظف بالليل طوعا مثل من ينظف بالنهار كرها تحت ضغط المسؤولين.

لم تكن الرقابة هي الغائب الوحيد. الرجل القصير، ذي ملامح الفقير خرج مسرحا ليعود وفي يده قارورة تخفيف الآلام « برفالقون ». فقد أخبره الممرض انها لا توجد بالمستشفى، واحتار بين مواصلة الاستماع الى عروضه وبين آلام والده.

بعد التقاط بعض الصور غير السارة عن الوضع في قسم العظام، كان جهاز التصوير، هاتفي الذكي، شرها في التقاط المزيد من المشاهد والشهادات. ولكن الكهل صاحب اللكنة الفرنسية خير عدم التحدث امام الكاميرا عن سوء ما تعرض له والده من معاناة واهمال وتقصير. وبرر خشيته بانتقام من يعاتب تقصيرهم، وقال انه لا احد يمكنه ان يحمي والده منهم.

نفس الرجل الذي تركته بجانب والده، يسوي فراشه ويلاطفه وهو عاجز عن الحراك، خرج يبحث من مكان الى مكان عن مرشد له في حيرته. شاهد معي الشيخ الابيض وهو يدخن السيجارة التي امده بها الشاب المحبط الواقف بجانبه كأنما يرقب وفاته ليرثه، فعاتبه صاحب اللكنة الفرنسية دون ان يحرك الشيخ شفتيه لا بالموافقة ولا بالرفض.

اثناء بحثه وهو برفقتي تارة ويسألني تارة أخرى عن المسؤول بالقسم، وعندما ابتعد عن النافذة التي غادرها من كان بها، واتجه الى آخر الرواق قرب قسم الانعاش، اعترضه صاحب قميص ابيض شاب برفقة فتاة جميلة تتمايل مثل عارضة ازياء وسط الرواق تهتز مثل فرس تتفاخر بقوامها في موكب حفل أعيان. فطلب منهما قرصا يحث على النوم، فتجاهلته الفرس واستجاب صاحب القميص الابيض.

الغرف ضيقة ومحشوة بالمرضى والاسرة وزادها ضيقا الزيارات الثقيلة ودخان السجائر وغياب المشرفين. بقي بذهني حديث تلك الممرضة وشكايتها من تقاعس الاعوان غير المختصين بالمستشفى والذين يتدخلون في تفاصيل العمل دون اختصاص ويتورطون في السمسرة و »الجعالة » بين المحامين والصيدليات والمصحات الخاصة وتوفير أدوية المستشفى بمقابل.

لم يتغير شيء بالقسم رغم تردي عليه منذ 7سنوات. فقط نغير باب الدخول وبعض الممرضين والاعوان وتغيرت المعاملة نحو الأسوأ. لو أنني وجدت الناظر الحاج لكن حدثني عن تفاصيل أخرى ولهاجم أطرافا أخرى بالقسم ولكان ايضا تحدث عن تحسينات يفاخر بها. ولكن غيابه خلف تجاوزات أكبر وفوضى مضاعفة, الاكل ملقى هنا وهناك والفضلات ضاق بها وعاء النفايات.

لا شيء يعجبني أو يسرّ من يرى، ولا أحد يمكن أن يتمنى وجوه بقسم العظام بوحدة الأغالبة, هناك كارثة.

 

 

أهالي الذهيبات يطالبون بحقهم…في الماء فقط!

تكروان-أخبار القيروان

ناجح الزغدودي

تم صباح اليوم السبت 7 فيفري 2015  غلق الطريق الرابطة بين عمادة الذهيبات بمعتمدية العلا بالقيروان علي مستوي منطقة القطار احتجاجا على تواصل انقطاع الماء. وقد تدخل معتمد الجهة وطلب تدخل اعوان الحرس لكن الاهالي طلبوا منهم المغادرة حسب شاهد عيان.

وأفاد أحد المواطنين ان سبب انقطاع الماء منذ فترة هو العجز عن تسيير الجمعية وقال ان المشرفين علي الجمعية هم اصحاب الارض الواقع فيها الخزان والصنداج وأصبحوا  يضغطون من اجل استرجاع الأرض ومطالب أخرى ويستعملون المواطنين ورقة ضغط. ونتيجة هذا الانقطاع المفاجئ اصبحت هناك معاناة في جلب المياه و النساء يمشين ما يقارب الاربع كيلومترات للبحث عن الماء. وعلمنا أن الاهالي سينظمون قفة امام المعتمدية يوم الاثنين.

هكذا يشرب المواطن في الذهيابات

القيروان مخزون مائي ومع ذلك سكانها يعانون من العطش.

مسؤولية من لا نعرف ولكن الضحية دوما هو المواطن.

مقال حرر في 2011


عطش في الذهيبات والستاغ يريد استخلاص فاتوراته

عادل النقاطي

تشكو منطقة الذهيبات منذ أكثر من أسبوعين من العطش الناجم عن قطع الماء القادم من  العلا على مسافة ستة عشر كلم، ويؤكد من اتصلت بهم هناك أنهم لم يجدوا حتى الماء الكافي لقضاء حاجاتهم اليومية وأنهم يضطرون للذهاب إلى العلا لجلب ما تيسر منه للشراب والطبخ.

واتصالنا بالسيد عمر اللملومي رئيس الجمعية المائية بالذهيبات أكّد أنّ مصالح الستاغ اضطرت إلى قطع الإمداد بالماء نظرا للديون المتراكمة على الجمعية المائية والتي بلغت 41 وأربعين ألف دينار نتيجة تمنّع المواطنين منذ الثورة على دفع مساهماتهم البسيطة شهريا والتي تتراوح بين الثلاث دنانير والخمسة عشر دينار، هذا الامتناع الجماعي أدّى إلى تراكم الفاتورات دون خلاص أو حتّى نيّة خلاص.

وقال السيد عمر اللملومي أنّه توصّل إلى اتفاق مع الستاغ يتمثل في جدولة الدين والمبادرة بخلاص الفاتورة الأخيرة والمقدرة بأربعة ألاف وثمانمائة دينار وهو نصف المبلغ الذي دفعناه الصيف الماضي بفضل التخفيضات التي قامت بها الستاغ بعدم احتساب ضريبة القيمة المضافة ومعلوم التلفزة الوطنية ولكن رغم ذلك لم نتمكن إلا من جمع نصف المطلوب بعد تعرضنا لمضايقات عديدة من المواطنين خصوصا في السوق والمتشبثين بعدم الدفع.

ومن المشاكل الأخرى التي تعاني منها المنطقة في هذا المجال سرقة مياه الشرب واستعماله في الري وذلك بقيام البعض بكسر أنابيب المياه وتركها تهدر ما فيها داخل زراعاتهم ولقد عاين معتمد العلا ورئيس مركز الحرس هذه التجاوزات التي يعرف مرتكبيها والذين لا يتجاوز عددهم السبعة أنفار ولكن لم يقع اتخاذ أيّ إجراء ضدّهم خوفا من ردود الفعل مما يهدر أكثر من 60 بالمائة من الماء المخصص للاستعمال المنزلي.

مشكل بيد المواطنين حلّه وذلك بإعطاء الحقوق إلى أصحابها فالكهرباء التي تخرج لهم الماء بثمن وهو ثمن زهيد لو دفعت الأقساط في وقتها فلا يجوع الذئب ولا يشتكي الراعي

أبرز الملفات الحارقة في القيروان وهذا المطلوب

في لقاء بين نواب البرلمان والمجتمع المدني بالقيروان

 * كتب ناجح الزغدودي

« دور نائب مجلس الشعب في الدفاع عن الاستحقاقات التنموية الجهويّة » هو عنوان اللقاء الذي جمع 5 من نوّاب الشعب (تغيب 4 آخرين) ومكونات من المجتمع المدني المتمثل في فروع عديد الجمعيات والمنظمات الوطنيّة والصحفيين بقاعة الاجتماعات ببلدية القيروان يوم الأحد 01 فيفري 2015، وذلك قصد ايجاد فضاء تواصل بين ممثلي الشعب في البرلمان وبين مكونات المجتمع المدني بهدف خلق قوى ضغط تتبنى مطالب الجهة على الصعيد المركزي وتدافع عنها.

اللقاء من تنظيم جمعية الصحفيين بالقيروان والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية فرع القيروان وممثلي وسائل الاعلام الجهوية والوطنية منها مندوبي الشروق بالقيروان.

عاصمة للمجالس المحلّية.

اللقاء كان فرصة ثمينة لاستعراض أبرز احتياجات جهة القيروان سواء وسط المدينة أو في المناطق الريفيّة. وتتلخص أبرز المطالب التنموية في مناطق صناعية مهيأة وفي بنية طرقات سيارة وتهيئة المسالك الفلاحية. وفي كلية للطب وفي مستشفى جامعي مطابق للمواصفات. وفض المشاكل العالقة المتصلة بأزمة العطش الى جانب مطالب بيئيّة وطاقية. ناهيك عن مطلب جعل القيروان عاصمة للمجالس المحلّية.

وقد تقدم ممثلون عن المنظمات والجمعيات مقترحات عملية وحملوا نواب البرلمان مسؤولية تبنيها والدفاع عنها. وتمت الدعوة الى تكوين قوة ضغط ومقترح تفرض ملفات تنموية على الصعيد المركزي.

نواب البرلمان (فريدة العبيدي والهادي صولة وطارق البراق ومحمود قويعة وطارق الفتيتي) عبروا عن استعدادهم لخدمة الجهة من موقعهم والدفاع على حظها في التنمية. ودعوا مكونات المجتمع المدني وكافة الفعاليات لمساعدتهم والتواصل معه باقتراح ملفات تنموية مؤكدين انهم مستعدون للمحاسبة. واعتبروا اللقاء فرصة للتواصل مع مكونات المجتمع المدني وايضا للتواصل بينهم كنواب مؤكدين انها المرة الاولى التي يجتمعون فيها خارج اطار رسمي.

مطالبة ومحاسبة

هذا اللقاء هو مواصلة لمشروع المطالبة والمحاسبة ومراقبة اداء نواب البرلمان من جهة وايضا للتواصل مع نواب البرلمان بخصوص الملفات الحارقة. ولئن اكد نواب البرلمان علمهم بمختلف احتياجات جهة القيروان ومناطقها الداخلية من خلال ما اتاحتهم الزيارات الميدانيّة، فإنهم يحتاجون الى ملفات مدروسة وموثقة ليتم الدفاع عنها على مستوى مركزي.

وقد تمت التوصية على مواصلة اللقاءات مع نواب البرلمان على ان تتم مناقشات الملفات التنموية بشكل قطاعي. كما تم التنديد بغياب المسؤولين الجهويين رغم دعوتهم وغياب والي القيروان الذي تمت المطالبة بتغييره بسبب ضعف أدائهم وعدم تواصله مع الاعلاميين والمنظمات والجمعيات. وكذلك ملاحظة غياب 4 من النواب بينهم 3 من نداء تونس تم تبرير تغيب بعضهم بالمشاركة في اجتماع المكتب السياسي وآخرون لم يرفعوا سماعة الهاتف.

لا تنسوا الفقراء في القيروان

الحلزون الجائع لا يخاف العقرب

تكروان

في القيروان. كتب ناجح الزغدودي

SAM_0037تحرص وصال، تلميذة السنة الأولى بمدرسة أبي زمعة البلوي بالقيروان، على تنفيذ كل ما تطلبه منه المعلمة، كأنه امر إلزامي من جنرال جيش، لا جدال فيه. لكنها تناقش في تنفيذ ما يطلب منها. وتكثر من الأسئلة ولا يهدأ لها بال حتى تحصل على إجابة تطفئ شغفها، حتى وان اضطرت الى ترك طعامها.

الحلزون هو الحيوان الذي اختارت وصال هذه المرة ان تبحث عنه وتجلبه الى المعلمة في حصة يوم الاثنين، حصة الايقاظ العلمي. لا يوجد حاليا عرض للحلزون في الاسواق مثل موسم الامطار وكان علي ان أتدبّر أمري مثلما فعلت المرّة الفارطة مع الارنب، رغم ان الحظ لم يحالفها بسبب عدم حضورها طيلة أسبوعين بالمدرسة نتيجة اصابتها ب »الزوقار ». وقد كان مذاق الارنب طيبا على طاولتي العشاء والغداء رغم رفض وصال ذبحها. وقد رفضت تناول لحومها مصرّة ان الارنب كائن مسالم لا يجب ان يذبح، وهي لا تعلم انه في قانون الغاب المسالم هو من يؤكل.

Voir l’article original 1 091 mots de plus

أحباء البيئة يسكشفون الجنة المفقودة بالوسلاتية

تكروان

في اطار برنامجها Get Involved..THink Gree وبالشراكة مع المعهد الالماني للعلاقات الخارجية نظمت جمعية نحن نحب القيروان مساء أمس الاحد 16 نوفمبر 2014 رحلة اكيولوجية الي جبال السرج التابعة لمعتمدية الوسلاتية من ولاية القيروان وقد كانت الرحلةمفتوحة لكل نشطاء المجتمع المدني خاصة منهم المهتمين بالشأن البيئي و الايكولوجي
و تمثلت الرحلة في جولة استكشافية لاعماق جبل منطقة القليعة التي تبعد 10 كلم عن معتمدية الوسلاتية حيث كان لها خصائص طبيعية متنوعة و غنية بالنباتات كالزعتر و اللاكليل و الصنوبر والبلوطو انتاج العسل الحر بجميع انواعه وكيفية استخراجه هذا الى جانب عدة اكتشافات من اهمها كهوف و مغارات عميقة تروي لنا تاريخ المنطقة في زمن الاستعمار الفرنسي حيث كانو يستغلونه مكناجم لاستخراج المواد المعدنية كالحديد و الزنك و غيرها .
نشطاء المجتمع المدني من مختلف الجمعيات و المنظمات من شباب و شابات انبهرو بروعة و جمال الطبيعة التي نادرا ما تراها في عدسة الكاميرا حثت في نفوسهم الحماس لاستغلال المنطقة كمشروع…

Voir l’article original 136 mots de plus

أحباء البيئة يسكشفون الجنة المفقودة بالوسلاتية

بيئة-تكروان
متابعة حمزة الخلفاوي
في اطار برنامجها Get Involved..THink Gree وبالشراكة مع المعهد الالماني للعلاقات الخارجية نظمت جمعية نحن نحب القيروان مساء أمس الاحد 16 نوفمبر 2014 رحلة اكيولوجية الي جبال السرج التابعة لمعتمدية الوسلاتية من ولاية القيروان وقد كانت الرحلةمفتوحة لكل نشطاء المجتمع المدني خاصة منهم المهتمين بالشأن البيئي و الايكولوجي
و تمثلت الرحلة في جولة استكشافية لاعماق جبل منطقة القليعة التي تبعد 10 كلم عن معتمدية الوسلاتية حيث كان لها خصائص طبيعية متنوعة و غنية بالنباتات كالزعتر و اللاكليل و الصنوبر والبلوطو انتاج العسل الحر بجميع انواعه وكيفية استخراجه هذا الى جانب عدة اكتشافات من اهمها كهوف و مغارات عميقة تروي لنا تاريخ المنطقة في زمن الاستعمار الفرنسي حيث كانو يستغلونه مكناجم لاستخراج المواد المعدنية كالحديد و الزنك و غيرها .
نشطاء المجتمع المدني من مختلف الجمعيات و المنظمات من شباب و شابات انبهرو بروعة و جمال الطبيعة التي نادرا ما تراها في عدسة الكاميرا حثت في نفوسهم الحماس لاستغلال المنطقة كمشروع سياحي و بيئي و يستقطب المستثمرين اجانب او محليين لاثراء وتنوع الساحة في تونس هذا على غرار منازل الضيافة من بينهم  » دار الهنشير  » وهو بمثابة منزل جميل كان على ملك احدالاجانب خيرو فيه الراحة بعيدا عن ضوضاء المدينة و اللجوء الى سكون الطبيعة .

جمعية نحن نحب القيروان و تحت اشراف صاحبة البرنامج الشابة مروى الرديفي و زملائها فوزي المنستيري و الفة الجلاصي خيرو جبال الوسلاتية بعيدا عن روتين الاجتماعات في الامكان المغلقة لتعريف بالبرنامج ميدانيا ولتشجيع الشباب و مكونات مجتمع المدني لتوعية و تحسيس على اهمية الثروات الطبيعة لبلادنا سعيا منها لتكون وجهة سياحية بئية تستقطب الاف السياح سواء كانت داخلية او اجنبية .من دوره الشباب الذين واكبو الرحلة اكتشفو المكان و استمتعو بجمال الطبيعة و سحرها انساهم تعب التجوال في اعالي الجبال و اسرو على العودة التي عكست تعطشهم لمثل هذه الرحلاتIMG_7490.JPG

IMG_7492.JPG

IMG_7491.JPG

IMG_7493.JPG

الوسلاتية حقوق التلميذ مهضومة والمساواة غائبة

يتواصل غلق المدرسة الإبتدائية بئر غرزان الواقعة بجبل الريحان من معتمدية الوسلاتية لليوم السادس على التوالي بعد أن قام أولياء التلاميذ بمنع منظوريهم من الإلتحاق بمدرستهم منذ الخميس الفارط.ويأتي تحرك مواطني المنطقة المذكورة على خلفية نقص الإطار التربوي ونظام الفرق الذي تعمل به المدرسة منذ سنوات والذي أثر على تحصيل أبنائهم الدراسي.
مدرسة بئر غرزان ليست الوحيدة التي تعاني هاتين المشكلتين،إذ لازالت أكثر المدارس الريفية بجهة الوسلاتية بدون إطار كامل منذ العودة المدرسية في ظل شلل تام يرافق عمل المندوبية الجهوية للتربية بالقيروان منذ أسبوعين وعجزها عن معالجة مشاكل القطاع الكثيرة مما جعل من العودة المدرسية لهذه السنة الأسوأ على حد توصيف المتابعين والقائمين على الشأن التربوي بالجهة.

قفزة فرس عالميّة فوق شاحنة

ناجح الزغدودي
http://takrawan.com

ابتسامة الأ طفال التي ارتسمت في الصور، وهو يتوشحون ملابس تقليديّة هي جزء من ملابسهم وموروث آبائهم الفرسان. والخيمة المنتصبة وسط البطحاء قبالة دار الثقافة جهينة وبينهما جحفة تحملها ناقة ترغو مع رغاء صغيرها الذي كان يتحرك بحرّية بين الجموع تحت رعاية صاحبها. الفرس كانت تنتظر فارسها لتقدم عروضا جميلة قدمها الفارس على صهوتها وسط هتاف الحاضرين من الاطفال والشبان الذين مثلوا جمهورا رائعا راوح بين الانضباط والنشاط، اذا استثنينا حماسة الأطفال وتحلقهم حول آلات التصوير رغبة في ابراز وجوههم. وقدم الفارس على صهوة فرسه عروضا جميلة تجمع بين المغامرة والفنون.

فرسان جهينة وأطفال التراث

 

عرض الفروسيّة الذي أبدع فيها الفارسان، وموكب الجحفة وخيمة الصناعات التقليديّة والأطفال الذين زينوا ببراءتهم اللباس التقليدي، كل هذه العناصر التراثيّة الجميلة التي شكلت تظاهرة ثقافيّة تحتفي بالتراث، تمنّية بصفتي مواطن وصحفي لو انه تم توظيفها في السياحة الثقافية وفي فتح مسلك سياحي داخلي بمنطقة جهينة من معتمديّة بوحجلة بالقيروان, وودت لو او وزير الثقافة حضر التظاهرة ولا بأس ان رافق معه وزيرة السياحة آمال كربول ووزير الفلاحة. لان معتمديّة بوحجلة مفتوحة على عديد المقومات التراثية والفلاحيّة.

بعد رحلة شيّقة لم تخلو من المرح والدعابة مع الزملاء الصحفيين ونحن في اتجاه جهينة، لم أتمالك نفسي فوجدتني أشهر آلة التصوير وارشق الوجوه المبتسمة هنا وهناك وأستجيب لرغبات اطفال تهافتوا من اجل التقاط صور ظنا منهم انها ستفتح لهم ابوابا مغلقة وستغير واقعهم المرير في تلك المنطقة التي وددت لو انها منطقة بلديّة ومعتمديّة بدل ان تكون مجلسا قرويا. فالجامع هناك وضعت أسسه منذ سنة 1977.

ابتسامة الأ طفال التي ارتسمت في الصور، وهو يتوشحون ملابس تقليديّة هي جزء من ملابسهم وموروث آبائهم الفرسان. والخيمة المنتصبة وسط البطحاء قبالة دار الثقافة جهينة وبينهما جحفة تحملها ناقة ترغو مع رغاء صغيرها الذي كان يتحرك بحرّية بين الجموع تحت رعاية صاحبها. الفرس كانت تنتظر فارسها لتقدم عروضا جميلة قدمها الفارس على صهوتها وسط هتاف الحاضرين من الاطفال والشبان الذين مثلوا جمهورا رائعا راوح بين الانضباط والنشاط، اذا استثنينا حماسة الأطفال وتحلقهم حول آلات التصوير رغبة في ابراز وجوههم. وقدم الفارس على صهوة فرسه عروضا جميلة تجمع بين المغامرة والفنون.

المعتمد ورئيس البلدية بديا اكثر الشخصيات التي اتجهت نحوها الانظار الى جانب العمدة رغم انهما رفضا التحول لمعاينة عائلة فقيرة بطلب من سائق سيارة تعداد السكان الذي آلمه ما رأى فرغب في تقديم المساعدة.

طبال المداوري وصاحب الزكرة قدما عرضا ممتعا لمريدي هذا الفن التراثي، تراث الاعراس وحفلات الختان. وفي هذه الاجواء انطلقت حناجر الشعراء تصدح شعرا وانطلقت السنة النساء بالزغاريد مدوية وبين اناملهم اشغال مختلفة من الصناعات التقليديّة والادوات العتيقة التي كادت تنسى مثل الرحى الحجريّة والصوف وآنية الطبخ على الحطب النحاسيّة. ومعدات فلاحية للحرث والنثر والحصاد ربما يجهل الاطفال والشبان وظائفها وهجرها الكبار أنفسهم.

عشرات الشبان حاذوا الجدار الذي علقت عليها لافتة « مطعم الشباب »، تابعوا العروض ولم يتدخلوا ولم يتدخل اي شخص لتنظيمهم. كانوا منتظمين مادا الاطفال كما قلت سابقا. بدا الشبان مثل محبط يبحث عن نافذة أمل. وبدوا مثل معطل يبحث عن شغل ولم يجده لكنه وجد بعض التسلية. وظننت ان الشباب مخدر الى درجة ان العشرات منهم لم يخلص اي منهم نحو المسجد تلبية لنداء الصلاة كأن المسجد الذي يؤذن منذ 41 عاما ينادي لغيرهم.

تأخر وقت انطلاق العرض الى الساعة الرابعة بسبب ارتفاع درجة الحرارة. انطلاقة المهرجان التي اعلن عنها مدير دار الثقافة بجهينة كمال الطالبي، أوحت للحاضرين بتنفيذ مخطط المسيرة الثقافية التي جابت بعض الشوارع القديمة بالمنطقة رغم انه لا يوجد غير من حضر ليتابع. لن جميع الأجوار حضروا الحفل شيبا وشبانا الا من كان منشغلا بفلاحة أو مشغل.

برأيي لا يكفي أن تكتفي التظاهرة التراثية بالرقص ودق الطبول والزكرة والفروسية والجحفة وزغاريد النساء، كان يجب ان يتم التفكير في توظيف النشاط الثقافي في النشاط السياحي. وكان بالامكان توفير فرصة للراغبين في الحضور بتسويغ حافلة يمكن ان تحمل العشرات من المولعين ومن يقدم اضافة في قطاع السياحة والثقافة. يجب ان تكون هناك مسالك سياحية في كل معتمديّة. لا يجب سوى تنفيذ الوعود والتعهدات المتواصلة.

ناجح الزغدودي